أنور سلمان... شاعرُ الأناقة والإبداع |
د. ميشال كعدي |
الشاعرُ أنور سلمان، أبقى من البُعدِ والزّمنِ، هو قصيدةٌ تُرْوى، وقافيةٌ تُرَدَّدُ وتُسْتعادُ، فحظُّهُ في الدُّنيا والبقاءِ، حَظُّ النَّقاءِ، ومرايا الأحلامِ. سَحَبَ نورَهُ على جناحِ قصائِدِهِ منذ عامينِ، ورحلَ على نَداوةِ الشِّعرِ، ليُبقيَ الحياةَ في ذلكَ الضّريحِ، ويومَ يومئُ الشَّوقُ وتدنو اللَّهفةُ، فهو عَلَمٌ، وصوتٌ يهدرُ، في دبيبِ القوافي وعروقِ الصَّوانِ. الأنوارُ من مصابيحِ الشّعراءِ، والشُّموعِ التي لا ينضبُ منها الدَّمعُ. فاللَّهيبُ الذي أَضاءَ وَلَفَحَ الأحياءَ، يأبى بعد الرّحيلِ أن يكونَ لانعزالٍ ونهايةٍ، وإِذا انتصرَ القدرُ مَرَّةً على الشّاعرِ، لا بدَّ أَن تَبقى الغلبةُ لَه.
أنور سلمان. يومَ غابَ، لم يعبرْ إِلى مُبهَمٍ، وَمَن كانتْ حياتُهُ قصيدةً، تَظَلُّ بعدَ غيابِهِ قصيدةً، وَوُسْعَ منابرَ، حيثُ يَعْرى الجَمالُ على أَنامِلِهِ، أَمَّا القولُ فأصفى مِن مرايا الأحلامِ الهاربةِ. هذا الأنيقُ على دَعةٍ، كلامُهُ يغنجُ على بطاقاتٍ ملوَّنةٍ، وأَوراقِ العيونِ، ورِحابِ الوطنِ، وَوَقْعِ امرأةٍ مُستحيلةٍ. لقد تمادَى على شَقِّ يَراعَةٍ، تَذّكَتْ بمجدِ الضّادِ على مراقي الأدبِ الرّاقي والثّرَيَّا ومُطلاَّتِ عَلَمٍ تباهى بألوانِهِ الخمسة، وكتّابٍ ذواهبَ في يفاعِ العِزِّ، وأَباعِدِ المرايا والأحلامِ. ريشتُهُ مِن الفياصِلِ، الّتي نقلتِ الشِّعرَ العربيَّ إلى العالياتِ، ليبقى على الرّواسي الشُّهْلِ، وإِذا خزائِنُ الصُّوَرِ تزهو في تعكيفِ الجَواهرِ والصِّياغةِ وبساطةِ الرّفعةِ، وإِذا لاحقتَهُ فإِنَّكَ تجدهُ يُجاورُ القبابَ على غيرِ انطواءٍ. مفرداتُهُ المرقومةُ، تؤنسُ السَّمعَ والقراراتِ الذوقيَّة، أَمَّا الرَّصائِعُ، فقد أَخذَتْ مكانَها في عمقِ لغتِنا التي رَبِيَتْ على أقلامِ الشّهاوى والمحتِدِ والأُكرومَةِ. المبدعُ أنور سلمان. عَرَفَ كيفَ يطوفُ بينَ الحُبِّ والوطنِ. ملأَ جَعبَتَهُ بطيبِ الحبِّ، ثُمَّ طيَّبَها مِن طَفْحِ الدَّواةِ، وَشَقْعِ الجَمالِ، ورقاعِ الهوى، والنَّجاوى العَسجَديَّاتِ، وحجارِ الوطنِ، ومداقِّ العطرِ. شغلَتْهُ الأَزاميلُ، فأعَدَّ ذاتَهُ للمعتزمِ الأشرفِ، ثُمَّ كانَ للمَهَمَّةِ ولا جدال، وحتَّى لا تبقى القصيدةُ مستحيلةً، أو امرأةً مستحيلة، راحَ يقطنُ عالمًا مسحورًا يقومُ على أربعةِ أعمدةٍ، لا يبيعُها بكنوزِ الأرضِ كُلِّها، وهل يُفرِّطُ بيواقيتِ دفترِ الوردِ، أو بالمرايا أو بالشِّفاهِ الظامئة، أو بأوراقِهِ التي لوَّنَها بأقواسِ السُّحُبِ أو بلبنانَ الذي أوصى به الدُّنيا ولا سيَّما العرب؟ نفسٌ غنيَّةُ الأَهدافِ كانت تُحرِّكُهُ نفسٌ غنيَّةُ الأَهدافِ والمنازع، وهو كَمَن يُعتِّقُ في الأقبيَةِ المُسِنَّةِ، ما طابَ له من رشْحِ الدِّنانِ، أو قُلْ إِنَّهُ كالزِّميتِ الذي يتركُ الفُتاتَ وَلَمْعَ بقايا الذّهبِ على مائدتِهِ، وفي جُمْعِ كفِّهِ عُقودُ الدّرّ. وهو عوَّادٌ أنيقٌ، طبعَ الشِّعْرَ لهيبًا على الورقِ، ليحملَهُ النَّشقُ الأسوَدُ، صوبَ معاصِرِ الحبرِ والبيانِ والفكرِ المضيءِ، والسَّماءِ والمساءِ والنّجومِ والورودِ، ثُمَّ شَدَّ أَوتارَ الحريرِ، فانبثَقَ مواويلُ نقلَتْها الأصواتُ المحبَّبَةُ، والآذانُ المرهفةُ، على أنَّ الكلماتِ العيناء، لا يفوتُها النَّغَمُ وزهوِ الزُّهورِ والشَّدوِ والغناءِ، يقولُ: يزرعُ الأفق مواعيدًا/وأحلامًا سعيدة/ومواويل/على أوتارِ أسفارٍ/بعيدة/مَرَّةً.../ يُعلي على غيمٍ جناحَيه،/وآنًا يتهادى... هابطًا/يحتلُّ غصنًا/فوقه يحلو له زهو،/وشدو/وغناء.1 مع هذا الصائِغ، وصانع الوشي، أنتَ أمامَ مُبدعٍ ولا امتراء، فهو إِن تَبالغَ في الرَّصْفِ وتَناهى، جَمَّمَ مِكيالَهُ مِن جامعِ الكلمِ، ثُمَّ حرصَ على مآلِ جَرِّ الرِّيشَةِ، التي تجلو الأمكنةَ لتبقى سامقاتُ القولِ المُنغَّمِ مضيئةً، وإِذا القارئُ والسامعُ على النَّبْضِ الرَّفَّافِ، ولعلَّهُ أرادَ مِن ذلكَ أن يُبقيَنا على رَغدٍ وطمأنينةٍ وتطوافٍ مِئْراجٍ، ومعرفةٍ تناعَمَتْ في اختيارِ الأَرديَةِ والقلائِدِ الشعريَّةِ. الشاعرُ أنور سلمان. حَصيفٌ، رائقُ الهوادي. مِن معرّشاتِهِ الشِّعريَّةِ، إِليها وسمّيتُهُ الملك الآتي و بطاقاتٍ ملوّنة لزمنٍ بلا أعياد وأبحثُ في عينيكِ عن وطنٍ و حُبُّكِ ليس طريقي إِلى السّماء: و القصيدة امرأةٌ مستحيلة. أَمَّا النّجاوى فبدَتْ في مرايا لأَحلامٍ هاربة.وقد تجسَّدَتْ نَجاواهُ في محطَّاتٍ كثيرةٍ منها: سَفَرٌ في شراعِ الشَّمسِ، وطنُ الطّفولةِ، رحيلٌ، القلمُ المتمرِّدُ، إِبداعٌ، جرحٌ ووردة، مرايا الغُروبِ، أغنيةٌ على قيثارة المساء، أَنا وعيناكِ، وغير ذلك. وعلى ذُؤَاباتِ حُروفِهِ تتثنّى الجمالاتُ، التي أبقاها لنا حضورًا فاعلاً في الخاطرِ والبالِ على وَشْمِ الذاكرةِ، وفي تناظُمِ المقاييسِ، وأَبعادِ المنافِ. وإِذا التقتِ النّارُ بالشِّفاهِ الظّامئةِ، يَشكو ويتلظّى، فيترجمُ ذلكَ في هذه الأبياتِ: لا تَبُوحي بما تُسِرُّ شِفاهٌ/حين يشكو مِن نارِهِ الياقوتُ/فوقَ ثَغْرٍ بقُبلةٍ يتلظَّى.../ طَعْمُها في الشِّفاهِ/وَرْدٌ وتوتُ.2 حبّ لبنان ويومَ يُهوِّدُ بحبِّ لبنانَ، ينطلقُ مِن الرَّمليَّةِ ومُطلاَّتها، التي تُحاكي حضارةَ الدُّنيا، ولعلَّ ذلكَ جعلَهُ جريئًا، في دفاعِهِ عن بلدِ الأرزِ، وعاتبًا على العَرَبِ، الَّذين لا هَمَّ لهم في الحياةِ سوى ترميمِ عروشِهِم، ومراتبِ الرئاسةِ، اقرأ معي: سألتُكُم/أن ترحموا لبنانْ/... يَا عَرَبَ الأمجادِ في التاريخِ،/ ... سألتكُم/... أَن تثوروا مرَّةً/مِن أجلِ أن تحيا بكُم أوطانْ!/ كانَ لكُم لبنانُ.../ في يومٍ مَضى،/نشيدْ!/ كانَ لكُم تُفّاحةً، ووردةً،/وعيدْ/ ... كانَ لكُم منارَهْ.../ كانَ كتابًا مُتْرَفًا أَهْداكُمُ الحضارهْ.3 مَن نَقَلَ المواقفَ المنبريَّة سحرًا، كانَ سهلاً عليه أن يكونَ رائِدَ قافيةٍ، ترتاحُ في عمقِ القولِ والأداءِ الرَّشيقِ. وَلَكَمْ تتراءَى لنا، أَنَّهُ ما تهيَّبَ مِن المواقفِ الإِبداعيَّةِ، فكانَ له الجُرأةُ في اختيارِ المُفرداتِ، والتطويرِ، من دونِ أن يأخُذَ إِخْذَ أَحَدٍ، وإِنَّما أَرادَ في عملِهِ أن يفرضَ شخصيَّةَ أنور سلمان، وتعهَّدَ أن يكونَ نموذجًا خاصًّا، أريكتُهُ العقل والحكمة والباع الواسع، والقدم الفارعة. أَمَّا السّلكُ فنظيمٌ، والتواصُلُ في المعاني، جاءَ في مُنتهى البراعةِ والرّواءِ، ولا غروَ، فهو القديرُ والمكينُ في التفكير والمنتأياتِ، حتَّى يشتارَ المُصفَّى مِن مُخَبَّآت النّظم والقريضِ. هذا الشاعرُ، عَرَفَ كيف يُنَخِّلُ مُفرداتِهِ، ليُبقيَ الكنوزَ التي ما أسْلَسَتْ إِلاَّ للنَّدرى. وأَمامَ حقولِهِ البيانيَّةِ، حَسبْناهُ كَمَنْ يَعملُ في الذَّهَبِ الخالصِ، والقلائِدِ التي قَصَّبَتْها أَزاميلُ الدِّقَّةِ. وإِذا هو كالعطَّارِ في جَونَتِهِ، يتخطَّرُ بدالَّةِ الواثِقِ مِن نفسِهِ. وفي أيِّ حالٍ. الرُّجلُ صائِدُ حلا..وما أدراكَ ما يرافقُ ذلكَ منذُ اليفَعِ، فالغزَّارةُ مِن لِداتِها العنايةُ والصَّقْلُ والبراعاتُ المنوَّرَةُ. فَنِعْمَ عصماواتُكَ يا أنوَرُ، قُرْبَ مقالِعِ الأَبجديَّةِ، ولُغَةِ الضَّادِ.
1 - من قصيدة له 2 - من ديوان القصيدة امرأةٌ مستحيلة، أنور سلمان، ص 35 3 - ديوان القصيدة امرأةٌ مستحيلة، أنور سلمان، ص 119، 120، 121.
|
الشاعر أنور سلمان يطوف بين الحبّ والوطن(*)
د. ميشال كعدي
ناقد وشاعر وأستاذ جامعي
اتّرعَتْ غزارته بطيب الحب، فذكّاها من طفح الدّواة، وسجيّة القوافي، ورقاع الهوى، والنّجاوى العسجديّات، وحجار الوطن التي تُسحَق عليها الأفاويهُ، ومعاريضُ المعاني.
لقد أدرك أن الشعر حاجة، فأفرغه في الكأس الفارغة، على نبضِ مدقٍّ حاذقٍ في طلب التنوّق الذي يعالجه وقْعُ الحبب، في أثناء تحدّي الحُسن، على مقاماتِ رصْدٍ وقوامٍ استبدَّ به الغرور وزهوُ الظّباء، أما الثورة فشهرزاديّة.
شغلته الأزاميل، فأعدّ نفسه للمُعتزِم الأنبل، وكان للامر ولا امتراء.
عكَّف الجوهر وطالبه بالبعد، حتى لا تبقى القصيدة امرأة مستحيلة، ثم راح يقطُنُ عالماً مسحوراً يقومُ على أربعة أعمدة، لا يبيعها بكنوز الدنيا، وهل يُفرَّطُ بيواقيت دفتر الورد، أو بالمرايا حاضنه النار والشفاه، الظامئة، أو بأوراقه التي لوّنها بأقواس السُّحب، أو بلبنان الذي اوصى به الدنيا وبخاصة العرب؟
هذا الطَّواف في أروقة العيون، صانعُ وشيٍ، إذا رقّ أفصحَتْ ريشته في مضيّها من دون تردّد، وإنما إلحاح الشاعر أنور سلمان في الجمال والوطنية، جعله بخيتاً محظوظاً، إزاء إشراقة حلم ومعتزم.
المرأة في شعره، انعقَدَتْ على الذوق، وتندّت على سجوع الوجْد بتعاطف ويُسر، وأطلق رسالةً معبّأةً بأنواع العبير، وعُمر الطفولة، ثمّ أبعد العِشق عن الكفر، وفي الوقت ذاته يريد الاّ تكون القصيدة امرأة مستحيلة، وهنا أيضاً استوى العُرف الفنّي إلى التجديد على اعتدالٍ، والنسبية التي لا تعرف توقّف الحبّ.
الشاعر أنور سلمان
صانعٌ زميّت يترك الفُتات وَلَمْعَ بقايا الذَّهب على مائدته، وفي جُمْع كِفّهِ عُقود الدُّر.
وقد حرَّكتهُ نفسٌ غَنيَّة الأهداف، والمنازع، وهو كَمَن يُعتِّق في الأَقبية المُسنَّة ما طابَ لهُ من عصير العنَب ورشْحِ الدِّنان.
في أي حال.
هذا الشاعر، بنى كلامه على هيئة مخصوصة، ونشر الحُلى من كرم المناسب، فعينٌ منه على الحبيبة، وأخرى على بيروت والوطن، ثم طبع الشّعر لهيباً على الورق، ليحمله طائر الحبر صوب البيان، والفكر المضيء، والسماء والمساء والنجوم والورود.
هذا العوّاد الانيق، شدّ على أوتار الحرير، فانبثق مواويل نقلَتْها أُذُنٌ مرهفة السّماع، وكلمات عيناء لا يفوتها النغم، نحو الزهور والشدو، والغناء، اقرأ معي:
يزرع الأفق مواعيداً
وأحلاماً سعيدة
ومواويل
على أوتار أسفارٍ
بعيدَهْ
مرّةً...
يُعلي على غيمِ جناحَيْه،
وآناً يتهادى... هابطاً
يحتلّ غصناً
فوقه يحلو له زهو،
وشدو
وغناء!(1)
قصيدة تلو قصيدة.
وكلما حاولتِ القوافي أن تُرسَم، لاقاها في نطاق الجهد وضنى الصّنيع، ليظلّ الجرسُ في سياق الجديد:
في كلّ يومٍ للقوافي جولةٌ
في قلبه، ولأُّذنه إصغاءُ
وكلما استنزفه غيث، انطلق إلى السامقات سحاباً، ينهلّ بغيثٍ يرسم خريطة، تحملها امرأة من سراب، نحو لبنان الجريح، موطن الحبيبة، موطن طائر الفينيق، وأرض النار المزروعة في الشرق. وهو بين القلق والآمال، أطلق
صيحة "لبنان... يا عرب"، فقال:
ما بالكم؟
لا يوقظ التاريخ منكم نخوة
في عتمة الزمان(1)
فهو ينادي فيهم صلاح الدين، وسيفه.
وينادي خالداً وحصانه. فلم يجد فارساً يجيبُ.
ومن ناحية أخرى، يستريح قرب أحرف كتبها على الديباج، وصفحات الغسق، والكواكب وشفاه العذارى، وعلى أجراس الياسمين وكل أنواع الورود.
ثم يردّد أغاني الجمال والصبا، والعيون التي مدّتْ النجوم وساداً:
مدّتْ بعينَيْكِ النجوم وسادها
وبصدرك احتفلت أزاهيرُ الربى
يا أنتِ...
يا أختَ الورود تلفّني.
أنا من يغنّي للجمال وللصبا(2).
أمّا الصّوت فقد أُركز وسط العبير والأنسام، يحدوه قرارٌ ذوقي، وكلمات تبالغ في رصْفها، توفيةً للقلب، وإرضاء للصنعة العُلى من غير تعمّد، وقد أجراها على سلك وموج الأثير، وأرجوحةِ الياسمين، يقول:
كلمات طوّقتني بالعبيرْ...
راح في أنسامها قلبي يطير.
صوتُك الآتي
على موج الاثيرْ
مدّ لي أرجوحة من ياسمين(1).
يخيلّ اليك، وأنت تقرأ أنور سلمان الشاعر في ديوان "القصيدة امرأة مستحيلة" وفي بقيّة دواوينه "أبحث في عينيكِ عن وطن" وديوان "بطاقات ملوّنة لزمن بلا اعياد" أنك تسقط الكلمة عليك التي تُعطى فوق محتملات اللّفظ، وما التذّتْهُ المشاعر وسِمان التراكيب.
الشاعر انور سلمان،
من عُدّته الكرامة أمام المرأة، وهذا حاله أمام وطنه، وفي مواقفه المنبريّة.
فهو يقطع المسافات بنهمِ الرضى، ومن دون أن تنفر على يديه كلمة فتراه يؤاتيها على مبتغاها، وهي مهيلة.
تتصفّى معانيه من ثغر الحُجُب، فتبيتُ كيِّسةً، ثم يتناولها بيمين جمعَتْ من مواسم الربيع، والكنز المرصود، وأبداً بين أنامله الحملُ الطويل، والعمر الجميل والرحيل الأصيل، يقول:
ولنا من العمر الجميل رحيلهُ
ومن الأماني كنزها المرصود(1).
هذا الشاعر يتلفَّتُ دائماً إلى بُعدٍ، فملء ساعديه غصن وامرأة ووطن، وحبٌّ غنّاه بأوسع من الجوارح، فإذا النواةُ من شموخِ النفس، والتعمّق في الاقوال الفصاح، ونضْحِ الكلام بالماء النّمير.
(1) أنور سلمان، القصيدة امرأة مستحيلة، ص 114.
(1) المصدر نفسه، ص 122.
(2) المصدر نفسه، ص 31.
(1) المصدر نفسه، ص 40.
(1) المصدر نفسه، ص 21.