الجرحُ المسافر

مُبْحِرٌ...

وجهي شراعٌ في الزَّمَنْ.

والى فجرٍ بعيدٍ.

يحملُ الغَيْمُ الرَّماديُّ المسافَهْ.

وعلى

حبَّةِ رمْلٍ...

قالتِ الأمواجُ:

مكتوبانِ... عُمري والخُرافَهْ.

وأنا، أحملُ جُرحاً مُتْعباً...

كان اسمُهُ، يوماً، وطنْ!

*

مُبحِرٌ،

أبحثُ في عينيكِ – يا بَحْريَّةَ الأحزان –

عن ضوءِ

مسائيٍّ عتيقْ.

تعبَ الصوتُ... يناديني بلا صوتٍ،

وضيَّعْتُ الطَّريقْ!

فأنا، عيناكِ آفاقُ انتظاري،

وبريدُ الحُلْمِ، والنَّجْمُ المعلَّقْ.

فيهما تبعدُ شُطآني،

وما في الرِّيح مجذافٌ لزَوْرَقْ.

وأنا الهاربُ من وجهي إلى

عينيكِ، يا جُرحاً كأحزاني عميقْ،

في ضياعيْ

أسألُ الغربةَ عن أيّ صديقٍ،

أو رفيقْ!

*

سألوني عنكِ...

جاءتْني من الصَّحْبِ الرّسائلْ:

مَنْ تُرى كانتْ عروسَ البحرِ؟...

مَنْ تلك التي

علَّقْتَ في أهدابها كلَّ الخمائلْ؟

كنتُ وحدي...

عندما فكَّرْتُ أن أعطيكِ

مِنْ صدري دمي.

عندما حاولْتُ تسجيلَ اعترافاتي بصدْقٍ،

فإذا التاريخُ

ماءٌ في فمي!

يا بلادي،

سفري الشّعريُّ في عينيكِ ورْدِيِّ،

ولكنْ...

خجلٌ من جُرحُكِ الورديّ

وجهُ القَلَمِ!

*

يا بلادي،

أنتِ يا عاصمةَ الحبِّ،

ويا عاصمةَ الحَربِ،

ويا صَمْتَ الحضاراتِ القديمهْ.

زمناً... علَّمْتِنا كيف نغنِّي وجهَكِ

المرسومَ بالشّمسِ، وبالفتحِ، وبالنَّصْرِ،

ولكنَّا نسيناها جميعاً...

يوم مارسنا التّغنّي بالجريمَهْ..

فمشيْنا

- دونَ أن ندري –

إلى عصرِ الهزيمَهْ...!

*

مُبْحِرٌ..

وجهي شراعٌ في الزَّمنْ.

في فمي رمْلٌ،

وفي كفَّيَّ أصدافٌ وماءٌ.

ومعي

في ليلِ أحزاني كتابٌ

أورقَتْ فيه جراحُ الشّعراء.

كنتُ وحدي،

أقرأُ الأشعار... عن ليلى،

وعن هندٍ،

وعن...!

وعلى الأوراق... كانتْ دمعتي

تأخذُ شكلَ امرأةٍ

تُدعى الوطنْ.

-أنور سلمان-