قناديل
إذا أردتَ أن يكون لكَ المساءُ بُحيرةً من ذهب، فكن عاشقَ الشِّعر! لتبقى مبحراً في الحُلمِ.
وإذا شِئتَ أن يكون مساؤك بريداً للحُبِّ، فاغْمِسْ ريشة انتظاركَ في مِحْبَرةِ اللّيل، واكتُبْ رسالتك على قطعةٍ من سماءٍ زرقاء!
وإذا لم تَكُنْ من عُشَّاقِ غُروب الشمس، فاجْعَلْ من عينيكَ، لَسَفرِ أشرعتها، بحراً هادئَ الموجِ ومرافئَ دافئةَ الحنين، ثمَّ أطْبِقْ جُفونكَ لتبقى المُسافرَ معها في عالم الضَّوْء!
أما إذا ركبتَ اصْفرارَ شراعِ آخر النّهار...
مُستسلماً لحزنكَ المسائيِّ المُغنِّي، فلا تمضي حاملاً معكَ قنديلاً أخضر، أو صاريةً ومِرساة!... لأنّ مثلَ هذه الرِّحلة الرَّمادية، لا تُفْضي بكَ إلى شُطآنٍ تُغري مَراسيها المراكب، ولا إلى دُروبٍ تُضيءُ ليلها قناديل!
-أنور سلمان-